Home »
» الخطوط العريضة للتاريخ التركي منذ بدايته وحتى عام 1923/2015
الأتراك والدول التركية الأولى : ظهر الأتراك، وهم
جماهير شعب يتحد تحت لغة واحدة تنتمي لمجموعة اورال-آلتاي، لأول
مرة على مسرح التاريخ فوق سفوح جبال كوغمن في القرن السابع
قبل الميلاد. |
|
|
وطبقاً للمصادر الصينية فإن
الكيان السياسي التركي في آسيا
بدأ في القرن الثالث قبل الميلاد
مع الهون. انتصر الهونيون، الذين
أسسوا إمبراطورية كبيرة في عهد
مته خان، على المغول والليوئجيين
وسيطروا على أبواب الصين الغربية
وطرق تجارتها.
وبعد انهيار الإمبراطورية الهونية
في آسيا، ظهرت على المسرح
إمبراطورية غوك تورك على السفوح
الشرقية لجبال آلتاي عام 552 م.
وفي ظل هذه الامبرطورية تم لأول
مرة اعتماد كلمة «الترك» كاسم
رسمي للدولة. من هنا تبوأ الخاقان
«بيلغة» و «كول تغين» مكانتهما
في التاريخ كرجلي دولة تركيين تحليا
بالمعرفة والبطولة معاً. وخلّد هذان
الخاقانان، ومعهما رجل دولة غوك
تورك الكبير طوينوكوك، إنجازاتهم
بمدونات سميت ب «مسلات
اورهون» أولى الوثائق المخطوطة في
التاريخ التركي.
وأقام الايغوريون الدولة التركية الثالثة بعد غوك تورك في عام 741 م، إلا أنهم تشتتوا نتيجة هجوم
شنّه الأتراك القيرغيزيون في الشمال الغربي على العاصمة
|
|
|
الهونيون الغربيون هم أحفاد هونيي آسيا، كانوا يقطنون في بحيرة
آرال ومنطقة تركستان، اضطروا نتيجة ضغوط الاوراليين على ترك
أوطانهم والهجرة إلى غرب منطقة الفولغا. ابتداءً من عهد الزعيم
(باشبوغ) بالامير، بدأ الهونيون الغربيون يتوغلون إلى داخل أوربا من
الشمال الشرقي. وهكذا بدأت «هجرة الأقوام التاريخية» التي
غيّرت السمة الأثنية لأوربا، والتي امتدت حتى اسبانيا مقلباً
الولايات
الشمالية لإمبراطورية روما رأسا على عقب. |
|
|
وكما هو معروف فإن أول دولة تركية قامت في أوربا هي الإمبراطورية
الهونية الغربية، والتي جاء على رأسها اتيلا في عام 434 م. وفي عهد
اتيلا، الذي جعل كافة الأقوام البربرية في أوربا، وكذلك البيزنطية
وروما الغربية، خاضعة له، عاشت الإمبراطورية أقوى عهودها. |
|
وبعد أتراك الهون الغربيين، تولى قوم تركي آخر - وهم الافاريون -
مواصلة الوجود والنفوذ التركي في أوربا. والافاريون الذين توجهوا
نحو الغرب عقب قيام دولة غوك تورك في عام 552 م، استقروا أولاً في
القوقاز ثم في شمال البحر الأسود. وبعد ذلك استمروا في التقدم
نحو الغرب، وفرضوا سيطرتهم على المنطقة الممتدة حالياً من حدود
اليونان إلى ألمانيا. وبمحاصرتهم اسطنبول مع أتراك البلغار عام 626 م،
وصلوا إلى أمام أسوار بيزنطة. وبالتالي فإن الافاريين هم أوائل الأتراك
الذين حاصروا اسطنبول. |
|
وبعد انتهاء الكيان الافاري، بدأ الكيان الخزرى في أوربا. وأسسوا دولة
قوية تمتد ما بين إيديل وحتى الفولغا والجولمان وكييف في الفترة
ما بين القرنين السابع والعاشر الميلادي. وعاملوا بالتسامح الديني
إلى أبعد حد المنتسبين لمختلف الأديان من سكان المناطق الداخلة تحت
حكمهم. وقد أطلق الخزريون، الذين يتحدثون التركية على نطاق
واسع، اسمهم على بحر قزوين (بحر الخزر). وانتهى الكيان الخزري
كدولة عام 968 م. |
|
وفي أوروبا، بدأ ظهور البيشنك على المسرح اعتباراً من القرن العاشر. لم يتحمل البيشنك المضايقات الشديدة من الحلف الخزري –
الايغوري، وعليه رحلوا إلى الفولغا ووصلوا إلى المجر، وبعد أن طردوا
المجريين من أوطانهم استقروا فيها عام 880 م. وقد منيوا بهزيمة كبيرة
أمام القوات البيزنطية-القومائية المشتركة في الحرب الدموية التي
وقعت عام 1091 م بالقرب من نهر مريج. وهكذا زال الكيان السياسي
للبيشنك. ومع خروج البيشنك من مسرح التاريخ، انتهت المرحلة
الأولى من مغامرة الأتراك الأوربية، والتي دامت 700 سنة. وبذلك لم
يظهر الأتراك في أوربا على مدى 200 عام. |
|
0 commentaires:
Post a Comment