Thursday, November 21, 2013
Home »
» «رجب أردوغان» يفضح إسرائيل! 2013
«رجب أردوغان» يفضح إسرائيل! 2013
«رجب أردوغان» يفضح إسرائيل!
· ضحكت إسرائيل أكثر مما ضحكنا علي سذاجة فيلمي «مهمة في تل أبيب» و «48 ساعة في إسرائيل»
ليست فقط المواقف السياسية للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" التي تفضح الممارسات الإسرائيلية وتثير إعجاب الإنسان العربي وهو يشاهد عجز الرؤساء الملوك العرب عن فعل أي شيء، ومن الواضح أن الدراما التركية قررت أن تدخل المعركة وبقوة، ولهذا احتجت إسرائيل رسمياً علي المسلسل التركي "صرخة حجر" المعروض الآن بعد دبلجته للعربية علي قناة M.B.C 1، ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي تعلن فيها إسرائيل عن غضبها، سبق قبل بضعة اشهر أن احتجت أيضاً علي المسلسل التركي "وادي الذئاب"، وهكذا تملك هذه الأسلحة الناعمة الدخول إلي مناطق شائكة في الصراع العربي الإسرائيلي لديها من القوة ما يزعج بالفعل إسرائيل.. قبل بضعة أشهر أيضاً أعربت إسرائيل عن استيائها بسبب الفيلم المصري "أولاد العم" للمخرج "شريف عرفة" رغم أن الفيلم لم يفرغ كل طاقة الغضب تجاه العدو الإسرائيلي، لكنه استطاع أن يعلن بعض ما يغلي في الأعماق.
منذ أن بدأت خطة إسرائيل في الاستيلاء علي فلسطين بدعوي أنها أرض الميعاد لم تكتف برفع السلاح لاحتلال الأرض بالقوة وسلبها من أصحابها، ولكن كانت هناك وبالتوازي قوي أخري نطلق عليها السلاح الناعم وهو سلاح الفن.. كانت السينما فناً وليداً في تلك السنوات مطلع العشرينيات من القرن الماضي واستندت إسرائيل إلي قصص من الأساطير تتواكب مع وعد "بلفور" عام 1917 بإعطاء وطن لإسرائيل الذي يتيح لمن لا يملك أن يمنح وطناً لمن لا يستحق، وذلك بناء علي مقولة زائفة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".. لم ندرك كعرب خطورة تلك الأفلام وكانت في البداية الأفلام الإسرائيلية صامتة لأن السينما لم تكن قد عرفت الصوت بعد ولهذا كانت تكتب تعليقات علي الشريط السينمائي تستغل بعض أساطير من التوراة!!
هل لعبت السينما العربية دورها في مواجهة الاغتصاب الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية؟ السينما الإسرائيلية قامت بدورها وزيادة ولم تنتظر بداية الحرب ولكنها مهدت لها وكانت هي المبشر بأرض الميعاد، وكان أول فيلم إسرائيلي روائي قصير باسم "الماعز تبحث عن الحشائش" صور الفيلم في مطلع هذا القرن، وتدور قصته حول عائلة يهودية تصل إلي فلسطين وتناضل من أجل إسماع العالم صوتها وحقها في أن تعيش حرة.. وتتابعت تلك الأفلام الصهيونية قبل إنشاء إسرائيل وبعضها مستوحي من قصص "العهد القديم" التوراة.. والتطابق واضح بين أهداف الصهيونية وهذه الأفلام وكل شيء محسوب بدقة، ولهذا انزعجوا واحتجوا عندما بدأت الدراما التركية تستخدم سلاح الفن!!
مسلسل "صرخة الحجر" يفضح الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تقتل بلا مشاعر ورغم أنها تحاول أن تصدر للعالم دائماً بأنها ضحية فهم الحمل والعرب الذئب، ولكن مثل هذه الأعمال الدرامية تؤكد أن الذئاب الحقيقية بالنسبة لممارساتهم حملان!!
لقد تأخرنا كعرب كثيراً في الدخول إلي تلك المنطقة، أول عمل فني تناول الصراع العربي الإسرائيلي هو "فتاة من فلسطين" أنتجته "عزيزة أمير" وإخراج "محمود ذو الفقار" في أعقاب نكبة 48 مباشرة.. بينما إسرائيل لم تتوقف عن استخدام هذا السلاح وتواصل إعلان الحرب الفنية بأفلام تحصد الأوسكار وتنضح بالتعاطف مع إسرائيل مثل "قائمة شندلر" لستيفن سبيلبرج.. تشارك إسرائيل أيضاً بأفلام داخل مهرجان "كان" السينمائي الدولي، أتذكر مثلاً قبل 7 سنوات كان المخرج الفلسطيني "إيليا سليمان" يعرض فيلمه "يد إلهية" في المسابقة الرسمية، بينما إسرائيل تعرض فيلم "كيدما" وانتصرت فلسطين ومن ثم العرب في "كان" حصلنا علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وخرج الفيلم الإسرائيلي بلا جائزة.. وكان الفيلم الإسرائيلي يتناول عام نكبة "48" مؤكداً علي حق إسرائيل في انتزاع أرض ليست لها.. المخرج المصري "يسري نصر الله" قدم قبل خمس سنوات فيلمه "باب الشمس" إنتاج سوري مغربي فرنسي عرض رسمياً خارج المسابقة في مهرجان "كان" متناولاً نفس الفترة الزمنية، مؤكداً علي حق المقاومة المشروع، ورغم ذلك فإن إسرائيل تعتبر أي عمل فني يمنح شرعية للمقاومة ليس فقط ضد وجود إسرائيل لكنه ضد الإنسانية كلها.. الأفلام التي لعبت بطولتها "نادية الجندي" مثل "مهمة في تل أبيب" و "48 ساعة في إسرائيل"، كانت في الفيلم الأول لديها كلمة سر "خالتي بتسلم عليك" تفتح بعدها أبواب المخابرات العسكرية الإسرائيلية وضحكت إسرائيل أكثر مما ضحكنا علي سذاجة مثل هذه الأفلام لكن إسرائيل لم تنس مسلسل "رأفت الهجان" بل إنها حاولت أن تثبت كذباً أن الشخصية الحقيقية "رفعت الجمال" والتي أطلق عليها "صالح مرسي" اسم "رأفت الهجان" شخصية وهمية ولكن أثبتت المخابرات المصرية دور "الجمال" كبطل قومي في تحقيق انتصار 73 وهو ما تكرر من قبل مع "دموع في عيون وقحة" لشخصية "جمعة الشوان" أو "أحمد الهوان" الذي زرعته المخابرات المصرية في إسرائيل!!
أعمال قليلة جداً قدمناها كعرب طوال تاريخنا لا تتناسب مع ما قدمته إسرائيل من أعمال فنية.
علينا أن نفضح كل الممارسات الإسرائيلية علي أرض الواقع مثلما فعل الأتراك بمسلسلين متتاليين في بضعة أشهر "وادي الذئاب" ثم "صرخة حجر".. ننتظر علي أحر من الجمر "صرخة درامية عربية".. الرئيس التركي "رجب أردوغان" فعلها، أما نحن فليس لدينا الآن سوي "هيفاء وهبي" وهي تردد "رجب" حوش صاحبك عني!!
عودة إلي عالم الطفولة
«أليس في بلاد العجائب» ومضة ساحرة
يطرح فيلم "أليس في بلاد العجائب" للمخرج "تيم بيرتون" أكثر من سؤال داخل وخارج الفيلم كعمل سينمائي!
الإيرادات التي وصل إليها هذا الفيلم الثلاثي الأبعاد في العالم كله تؤكد علي تصدره عرش الأرقام لتواصل أفلام 3D فرض تواجدها تدعمها الأرقام التي تتجاوز عادة كل التوقعات.
عندما افتتح مهرجان "كان" دورته السابقة بفيلم ثلاثي الأبعاد لأول مرة وهو "UP " كان يبدو وكأنه يدشن هذا الاتجاه وهو ما أدي بالتوازي إلي أن الكثير من دور العرض بدأت في الاستعداد لاستقبال هذه الأفلام مع تغيير بالطبع في طبيعتها الهندسية لتتواءم مع هذا الوافد الجديد، ومن الممكن أن نلاحظ مثلاً أن عالمنا العربي يتقدم بخطي واضحة في هذا الاتجاه.. سواء في دول الخليج أو مصر ولبنان، حيث إن عدد شاشات العرض الصالحة لاستقبال هذه النوعية خلال العام الماضي فقط تضاعف عددها لتستوعب هذه الأفلام.. ما يطرحه الفيلم أيضاً هو تقديم قصة شهيرة بأكثر من زاوية ورؤية وكلها تستند إلي فكر الكاتب "لويس كارول" بزوايا سينمائية متعددة Alice's Adventures in Wonderland الرواية كتبت قبل أكثر من 150 عاماً ثم تتابعت في أكثر من فيلم منذ عهد السينما الصامتة مطلع القرن العشرين لتستقر مع أحدث التقنيات ثلاثية الأبعاد!!
الفتاة "أليس" في هذا العصر المتخم بالوسائل الحديثة تعاني من فقدانها التواصل مع الناس في كل جوانب الحياة لأنها تشكو فيما يبدو من الملل ولهذا كان لابد أن تبحث عن ثورة داخلية تخرجها من تلك الحالة لتبتعد من خلالها عن كل ما ألفته.. ولهذا تقتحم جحر الأرنب خفيف الظل سريع الحركة رشيق الخطوة، لتبدأ حياة أخري تحت سطح الأرض تعيش من خلالها في أجواء مغايرة لما ألفناه في عالم البشر.. أفلام الأطفال لها قواعد وهي أنها تدخل في معركة الخيال مع جمهور أغلبه لديه مخزون ضخم جداً من الحكايات مرتبط به، ولهذا تجنح تلك الأفلام في الخيال لتتجاوز خيال الطفل وهو صراع صعب ليس كما يعتقد البعض محسوماً من البداية لأن معارك الخيال هي الأصعب دائماً.. الاستعانة بنجم مثل "جوني ديب" يبدو أيضاً أحد الأسلحة التي لجأ إليها المخرج "تيم بيرتون" وكان سبق وأن تعاون معه أيضاً في فيلم ثنائي الأبعاد للأطفال وهو "تشارلي ومصنع الشيكولاتة.. هذا النجم مثل عدد آخر أذكر منهم "جيم كاري" علي سبيل المثال تستطيع أن تتأكد أن بينهم وبين الأطفال جسر من التواصل.. إنها التعبيرات التلقائية وبقايا الطفولة التي لا يزالون يحتفظون ببكارتها، ولهذا يتواصلون في أفلام الأطفال بقدر ما يتواصل معهم الأطفال!
أحداث الفيلم تبدأ بنقطة انطلاق فتاة في مقتبل المراهقة تقدم إليها عريس في مثل عمرها.. خلال ذلك نري تنويعات مختلفة تكشف عن رياء هذا العالم الأرستقراطي وبخفة ظل نري العمة العجوز التي فاتها قطار الزواج وهي لا تزال تنتظر العريس معتقدة أن العشرات يبحثون عنها ويطلبون ودها ويدها.. في نفس اللحظة التي نري فيها عريس المستقبل جاثياً علي ركبتيه أمام "أليس" في الكوشة طالباً منها أن توافق علي الخطوبة ثم نلاحظ حشرة وهي تحط علي كتف العريس يطردها ثم نري العروس وقد تركت كل ذلك ترفض دبلة العريس وتنطلق في أثر أرنب لتبدأ في رحلتها تحت الأرض بقيادة هذا الأرنب الذكي خفيف الظل وننتقل إلي تلك المملكة التي تتنازعها شقيقتان الطيبة والشريرة.. الملكة الشريرة تؤدي دورها "هيلينا كارتر" إنها الملكة الحمراء والطيبة البيضاء التي أدت دورها "آن هاذاواي".. لتجسيد الشر، لجأ المخرج إلي وضع رأس غير طبيعي علي جسد "هيلينا كارتر" وقدمها لنا وهي في حالة عنف ودموية عندما تكتشف أن أحد الخنازير الصغيرة الذين يؤدون دور العبيد في مملكتها قد سرق بسبب جوعه قضمة من التوت فلا عاطفة لها ولا تعرف سوي أن تقتل رغم توسلاته عندما تريد أن تريح قدميها نجد أكثر من خنزير يتمدد أمامها.. في هذا العام تعيش "أليس" التي أدت دورها "ميافا سيكوفسكا" تنتقل في عالمين متناقضين مثل "جليفر" في رواية "تشالز ديكنز" نراه بين العمالقة مرة والأقزام مرة.. وهكذا نشاهد "أليس" مرة وقد صارت قزمة داخل براد شاي أو وهي أعلي قبعة "جوني ديب" ومرة تتجاوز السقف قضمة من الأكل هي التي تجعلها في هذا التناقض الدائم بين أن تكون قزمة حيناً أم عملاقة حيناً آخر.. نحن نتعاطف مع الملكة البيضاء التي لا تريد القتال مع الشقيقة الحمراء تعمد المخرج بالطبع أن يقدم لنا الملكة الحمراء وهي تحمل كل بذور الحقد والغيرة الموجهة ضد شقيقتها الرقيقة المسالمة بل وضد "أليس" علي عكس الملكة البيضاء.. في الرحلة نعيش مع "جوني ديب" صانع القبعات في لحظات تبدو فيها "ميانسيكوفسكا" مجرد دمية في يده يضعها علي القبعة السحرية التي يطير بها وفي لحظة أخري تتحول القبعة إلي درع واق.. تكبر "أليس" أو يصغر حجمها ونظل في الحالتين نشعر بالإشفاق عليها، فهي عندما يزداد حجمها لا نجدها أمامنا عملاقة تخيف الآخرين تظل بحاجة دائمة إلي إشفاقنا عليها فنحن لا نكف عن التعاطف معها.. تنحاز بالطبع "أليس" إلي الملكة المسالمة البيضاء، بينما تنجو من إيذاء الملكة الحمراء.. وتتصارع الجيوش بين الفريقين لنري كل الشر عندما يرفض سوي الفناء للخير.. وينتصر الخير وتعود "أليس" إلي أرض الواقع وكأننا بصدد ومضة مسروقة من الزمن لأنها تعود مرة أخري إلي حفل العرس وكأنه لم يمر كل هذا الزمن.. نضجت "أليس" كثيراً في هذه الرحلة قبل أن تبدأ كانت تريد أن تكون نفسها لا يجبرها أحد علي اختيار شيء لا تريده ترفض الزيف والطقوس الشكلية التي تمارسها الطبقة الأرستقراطية التي تنحدر منها.. "أليس" تعود ناضجة بعد أن تنقل للجمهور تلك الحالة من السعادة والنضوج أيضاً.. مزج المخرج "تيم بيرتون" بين فن الكارتون "التحريك" والعنصر البشري لنري أمامنا حالة من الهارمونية الإبداعية.. كذلك نتعايش مع الحيوانات بتلك الصفات البشرية من تضحية أو انتهازية ومن ضعف وقوة.. الخيال يحمل واقعية والواقع دائماً ما يتيح الفرصة لكي نغذي الخيال.. رحلة "أليس" تؤكد أن الخطوة التي تحيل الأفلام إلي الأبعاد الثلاثية قادمة بقوة لأنها تستند إلي رغبة تزداد معدلاتها داخل مشاعر الجمهور وإذا كان "أفاتار" هو خيال علمي و "أليس" فيلم للأطفال، فإن هذا لا يعني أن سينما الأبعاد الثلاثة لن تقتحم كل المجالات وليس فقط سينما الخيال العلمي والأطفال.. بل إنها ستؤدي إلي رغبة في إعادة مشاهدة عدد من الأفلام القديمة بأبعاد ثلاثية مثلما حدث عندما دخل اللون إلي السينما تم تلوين عدد من أفلام الأبيض والأسود وأعيد عرضها ملونة وهكذا سيعاد تقديم عدد من الأفلام القديمة بعد معالجتها علمياً لتتحول إلي أبعاد ثلاثية، وهذا هو ما أعلنه "جيمس كاميرون" مع فيلمه "تايتانيك" الذي عرض قبل 13 عاماً ليعيده بأبعاد ثلاثة بعد نحو عامين.. لنعيش معها رحلة أخري مع الأفلام ثلاثية الأبعاد.. الأفلام التي تحقق أعلي الإيرادات الآن في العالم هي التي ترسم خارطة الطريق للسنوات القادمة فقبل أن يغادر "أفاتار" دور العرض متربعاً علي عرش الإيرادات ولد فيلم "أليس في بلاد العجائب" لكي يستقر بعده أيضاً علي عرش الإيرادات؟!
حتة لاسعة
هل ينبغي للفنان المبدع أن تكون لديه "حتة لاسعة"؟! الحقيقة هي أن أغلب الفنانين ستجد لديهم شيئاً مما نطلق عليه "لسعان".. تذكرت هذه الكلمة "لاسع" وأنا أقرأ حواراً قديماً لمحمد عبد الوهاب عن الفارق بين الشقيقين "منصور" و "عاصي" رحباني.. كان "عبد الوهاب" بحكم العمل قد اقترب من الشقيقين في العديد من الأغنيات، حيث لحن من كلماتهما ووزعا موسيقياً له ألحان مثل "سهار" و "مربي" و"سكن الليل" لفيروز و "ضي القناديل" لعبد الحليم حافظ فهو اقترب منهما بما يكفي ليكشف غموض تلك العملية الإبداعية السؤال كان يتردد في حياتهما وأيضاً بعد رحيل "عاصي رحباني" قبل 22 عاماً وتردد مرة أخري مؤخراً بعد رحيل "منصور" البعض كان يؤكد أن "منصور" مات يوم موت "عاصي" لأن "عاصي" هو الإبداع الحقيقي، وهذا ما دفع بابن منصور "غدي" في خطبة الوداع التي ألقاها بالكنيسة في بيروت قبل نحو عام وهم يودعون جسد أبيه أن يهجو هؤلاء المتشككين؟!
"منصور" ولا شك مبدع ولكن "عبد الوهاب" كان يري أن "عاصي" أكثر إبداعاً لأنه - لاسع - أكثر فهو دائم الخروج عن القواعد المتعارف عليها أي لا يلتزم بالوقت ولديه شطحات في سلوكه منحته تلك الحالة الاستثنائية.. لم يكن "محمد عبدالوهاب" معروفاً عنه سوي الانضباط الشديد، ولكن ربما تجد لديه بعض العادات الغريبة مثل التردد والتوجس في التعامل مع الجديد.. مثلاً كان يخشي السفر بالطائرة ولم يتخلص من هذه "الفوبيا" إلا بعد أن تلقي أمراً من الرئيس "جمال عبد الناصر" بالسفر إلي سوريا إبان الوحدة عام 1958 للمشاركة في حفل، ومن بعدها صار "عبد الوهاب" لا يخشي الطائرة.. "بليغ حمدي" كان لا يلتزم بموعد حتي إنه نسي يوم زواجه من "وردة" وسافر إلي بيروت.. كانت "أم كلثوم" بسبب عدم التزامه بمواعيد بروفات أغنية "بعيد عنك" قد قررت التوقف نهائياً عن التعامل معه لكنها غنت له بعدها "الحب كله" و "حكم علينا الهوي" لأنها تأكدت أن اللسعان له فوائد موسيقية أكثر من الانضباط!!
دائماً هناك حته لاسعة ربما لا نراها ولكن حتي المنضبطون ظاهرياً لديهم تلك اللمحات مثلاً "عباس محمود العقاد" عندما أراد أن ينسي حبه للفنانة الكبيرة "مديحة يسري" طلب من صديقه الفنان التشكيلي الكبير "صلاح طاهر" أن يرسم لوحة لتورتة تحوم حولها الحشرات ووضع اللوحة فوق السرير وكان يقصد بالحشرات أهل الفن، حيث إنه كان يعارض اشتغال "مديحة" بالتمثيل.. وكان "العقاد" قبل أن يذهب لسريره ينظر للوحة بضع دقائق وينام بعد ذلك قرير العين!!
الملحن "محمد القصبجي" كان مغرماً بإصلاح الساعات وكان يحتفظ دائماً بأي قطع قديمة يجدها في طريقه حتي ولو كانت علبة سجائر وعند رحيله وجدوا غرفته مليئة بالكراكيب.. ربما رأي "عبد الوهاب" في "عاصي" أشياء لاسعة معلنة أكثر مما لدي "منصور"، ولهذا كان يميل إلي الرأي الذي يؤكد أن "عاصي" هو المبدع إلا أنني عندما أقرأ الأشعار التي كتبها "منصور" في كتاب وذلك بعد رحيل "عاصي" بأكثر من عشرين عاماً أتأكد أنه كان مبدعاً كبيراً ولابد أنه كان أيضاً لاسعاً كبيراً إلا أن الموسيقار الكبير "محمد عبدالوهاب" ربما لم تتح له الظروف أن يكتشف تلك الفوضي الخلاقة التي نسميها "اللسعان
0 commentaires:
Post a Comment