بطل فلم وادي الدئاب

Wednesday, January 8, 2014

كشف وثائق سرية فلسطين والقضية الكمبودية:Gizli belgeleri Filistin ve Kamboçya sorunu ortaya koymaktadır:2014

على هذه الخلفية ، انطلقت المبادرة الفلسطينية في البحث عن حل سلمي تفاوضي للمشكلة الكمبودية من عدة عوامل من اهمها :pics
اولا : دخول العلاقات الدولية مرحلة جديدة يسودها الوفاق بدلا من الصراع منذ دخول غورباتشوف الكرملين واعتماد البريسترويكا استراتيجية جديدة لسياسته الكونية والداخلية .. ومن اهم مقومات تلك المرحلة من الوفاق الدولي بين القوتين الاعظم ، العمل على تهيئة المناخ الذي يلائم ويساعد على الحد من تصعيد النزاعات الاقليمية ومن بينها المشكلة الكمبودية وتشجيع اطرافها على اللجوء الى الحوار بدلا من المواجهة من اجل التوصل الى تسوية اقليمية متوازنة تراعي المصالح المشروعة لكافة الاطراف .
تعيش منطقة جنوب شرق اسيا مرحلة هامة غير مسبوقة في تاريخها على المستويات الدولية والاقليمية والقطرية ،  اذ تشهد تطورات سياسية واقتصادية وانسانية لم تشهدها من قبل ..
تتميز المشكلة الكمبودية باجماع المجتمع الدولي على ان تدخل القوات الفيتنامية يعد عملا غير شرعي  ويتعارض مع ميثاق الامم المتحدة ، مما  دفع بغالبية الدول الى مقاطعتها اقتصاديا وعزلها  سياسيا  لحملها على سحب قواتها من كمبوديا . اجماع  المجتمع الدولي والامم المتحدة على اعتبار نظام هنغ سامرين - هون سين ( المدعوم فيتناميا )  نظاما غير شرعي  ، والاعتراف بالحكومة الائتلافية بقيادة الامير نوردوم سيهانوك ممثلا شرعيا وحيدا لكمبوديا ،  واستمرار احتلالها للمقعد الكمبودي  في هيئة الامم المتحدة .. اجماع الشرق والغرب ضد عودة الخمير الحمرللسلطة ثانية ( طرف من اطراف الحكومة الائتلافية )  لما انتهجه  بول بوت من سياسات خاطئه .. اخذين بعين الاعتبار ان المشكلة الكمبودية ظلت من ابرز العقبات  التي تعوق تطبيع العلاقات الصينية السوفياتية وتحول دون انعقاد القمه بين البلدين  .. مع الايمان المطلق باهمية الدور الامريكي في المشكلة الكمبودية الا انها تظل رهينة تطبيع العلاقات بين اكبر نظامين شيوعيين في العالم .
يقراء من زيارة  شوفرنادزه وزير الخارجية السوفياتي الى كل من تايلاند واستراليا وفيتنام ان موسكو لا تنوي الضغط على فيتنام من اجل اتخاذ خطوات اكثر معقولية  للتوصل الى حل سلمي للمشكلة الكمبودية  ، بل ستعمل على تقديم النصائح لفيتنام  في هذا الصدد دون ممارسة اي ضغوط عليها ..
موسكو لا تريد ان تدخل في صراع جديد مع فيتنام خاصة وان هناك اتفاقيات بين موسكو وهانوى تنص على اعطاء موسكو الحق لفيتنام بترتيب الاوضاع في الهند الصينية وعلى ان تكون العلاقات السوفياتية مع دول الهند الصينية عبر هانوي ،  مقابل تقديم فيتنام تسهيلات وقواعد عسكرية بحرية للاسطول السوفياتي على اراضيها ..
فيتنام مرت بتجربتين هامتين في علاقاتها مع الاتحاد السوفياتي : الاولى كانت استقبال موسكو للرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون بعد قصف الطيران الامريكي لمدينة هايفون الفيتنامية .. والثانية: خلال مؤتمرالسلام في فيتنام الذي عقد في باريس حيث كانت وجهة نظر موسكو عدم المغامرة في تحرير الجزء الجنوبي  من البلاد في ذلك الوقت.
من جهة اخرى فان الاتحاد السوفياتي يدفع يوميا اكثر من خمسة ملايين دولار ثمنا للوجود العسكري الفيتنامي في كمبوديا وما خلفه ذلك من ازمة اقتصادية كبيرة وتأثير سياسي دولي كبير على مكانة الاتحاد السوفياتي ومصداقيته في الوسط الدولي . فكان لا بد لموسكو من اتخاذ بعض الخطوات من اجل وضع سياسة غورباتشوف الاسيويه الجديده التي اعلنها في تموز 1985م في خطابه الشهير بفلاديفوستوك والهادفه ، كما اوضح غورباتشوف ، الى تعزيز العلاقات مع الصين واليابان ومع بلدان جنوب شرق اسيا غير الشيوعيه موضع التنفيذ.
يرى بعض الغربين ان سياسة غورباتشوف الاسيوية تهدف الى ابعاد دول جنوب شرقي اسيا واستراليا عن امريكا ، الى جانب اعادة توحيد العائلة الشيوعية في اسيا والتوفيق بين الصين والسوفيات وفيتنام .
نستطيع القول ان الوضع الدولي يشجع على القيام بأية خطوة فيها تخفيف لحدة التوتر في منطقة جنوب شرقي اسيا  المتمحورعلى العلاقات بين الصين والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة .
ثانيا: غدت منظمة التحرير الفلسطينية ، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ،  تحتل مكانة مرموقة في الوسط الدولي حيث اصبحت عضوا كامل العضوية في الجامعة العربية ، ونائبا لرئيس المؤتمر الاسلامي وحركة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية، وعضوا مراقبا في هيئة الامم المتحدة  ،  وعلى علاقات جيدة مع جميع الدول المعنية .
كل ذلك يحتم عليها  ، الى جانب مهامها الوطنية تجاه شعبها وقضيته العادلة  ، تادية واجباتها الدولية .. حيث قامت بشخص الاخ الرئيس ياسر عرفات بعدة وساطات اقليمية ودولية ناجحة عززت أكثر  من مكانتها الدولية ، وان مساهمة منظمة التحرير الفلسطينية في البحث عن حل سلمي تفاوضي للمشكلة الكمبودية يدخل في هذا الاطار .. خاصة وان هناك علاقة صداقة حميمة جدا تربط الرئيس ياسر عرفات بالامير نوردوم سيهانوك ( الامير الاحمر ) ..
ثالثا : لعبت العلاقات الشخصية بين الامير سيهانوك والدكتور مصطفى السفاريني والتي تعود الى بداية السبعينات (  في فترة عمل السفاريني في السفارة الفلسطينية لدى الصين ، واقامة الامير في بكين بعد الانقلاب العسكري الذي وقع ضده في اّذار 1970 .. حيث كان السفاريني يشكل مع الامير فريقا زوجيا في كرة الريشة على مدار النصف الاول من السبعينات )  هذا من جهة  ، ومن جهة اخرى ، العلاقات الخاصة والمميزة  التي نسجها السفاريني مع السيد هون سين في النصف الثاني من السبعينات (  في فترة عمله كسفير لفلسطين  لدى  لاووس ، قبل التدخل الفيتنامي في كمبوديا وتسلم هون سين لحقيبة الخارجية الكمبودية الموالية لفيتنام )  من جهة اخرى ، دورا مشجعا وفريدا للوساطة الفلسطينية ، خاصة وان الامير يقف على رأس المقاومة الوطنية الكمبودية المعارضة بما فيها الخمير الحمر ويترأس جمهورية كمبوديا الديموقراطية ، والسيد هون سين يقف على رأس جمهورية كمبوديا الشعبية .. اضافة الى علاقات النسب التي تربط الدكتور السفاريني بالعائلة الملكية اللاوسية ، وعمادته للسلك الدبلوماسي في كوريا حيث يقيم الامير سيهانوك ..
لهذه الاعتبارات ، اضافة الى خبرة السفير السفاريني لاكثر من خمسة عشر عاما من العمل الديبلوماسي في المنطقة ، اوكل السيد الرئيس ياسر عرفات مهمة الوساطة بشكل رسمي للسفير السفاريني .
انطلقت منظمة التحرير الفلسطينية في وساطتها اخذة بعين الاعتبار قرارات الجمعية العمومية لهيئة الامم المتحدة وقرارات قمم عدم الانحياز  ، السادس والسابع و الثامن ،  المتمحورة على شجب الاعتداء و التدخل العسكري الفيتنامي والمطالبة بسحب القوات الاجنبية من كمبوديا وعقد مؤتمر دولي خاص بالمشكلة الكمبودية تحضره كافة الاطراف المتصارعة وكل الدول المعنية للعمل على ايجاد حل سلمي للمشكلة الكمبودية مبني على الانسحاب الكامل والشامل للقوات الاجنبية واجراء انتخابات عامة وحرة .
ككل عام وصل الامير الكمبودي نوردوم سيهانوك العاصمة الكورية بيونغ يانغ  في الاسبوع الاول من نيسان 1987 (  مصطفى السفاريني كان حينذاك سفيرا لفلسطين لدى كوريا وعميدا للسلك الدبلوماسي  فيها )  وذلك للمشاركة في احتفالات الشعب الكوري بعيد ميلاد زعيمهم كيم ايل سونغ نظرا للعلاقات الاخوية والرفاقية الصادقة التي تربط الامير الكمبودي بالزعيم الكوري منذ اواسط الخمسينات حين  رفض الامير الاعتراف بنظام سيؤول في كوريا الجنوبية او حتى بشرعيته أو وجوده  ..  وعلى اثرالانقلاب الامبريالي الرجعي الذي وقع على سيهانوك في اذار 1970  قدم الزعيم الكوري وفاء منه للامير اجمل قصور مدينة بيونغ يانغ (  قصر تشان سوون المقام على ضفاف بحيرة اصطناعية جميلة بين ملتقى اقدام ثلاثة جبال حيث الطبيعة الخلابة ) ووفر له الخدم والحشم وكل سبل الراحة والاستجمام و وضع تحت تصرفه كل الامكانيات المتاحة للقيام بنشاطه الديبلوماسي و السياسي دون  تدخل اوازعاج او تاثير .
وعادة ما يقوم الامير بدعوة سفراء الدول الصديقة للقيام ببعض الانشطة الثقافية والرياضية خاصة كرة الريشة  السيهانوكية  ( تتميز عن كرة الريشة الاعتيادية بكثرة لاعبيها فقط ، حيث  تلعب رباعيا  وليس فرديا او  زوجيا كما هي العادة )  ثلاثة ايام في الاسبوع ، عدى اللقاء بالامير في الفعاليات الرسمية والدبلوماسية او في اللقاءات الثنائية الاخرى .
pics
في الرابع من ايار 1987 ،  اي قبل ثلاثة ايام من تقديم استقالته لمدة سنة من رئاسة الحكومة الائئتلافية ورئاسة كمبوديا الديمقراطية ، التقيت الامير سيهانوك في قصره ،  حضر اللقاء عن الجانب الكمبودي كل من الاميره ميونغ سيهانوك ( عقيلته ) والسيد تشون خاى مدير مكتبه ، والسيدة كيك سيسوده مديرة المراسم الاميرية ،  وعن الجانب الفلسطيني كل من السيده ياسمين السفاريني عقيلة السفير ( لاوسية الجنسية ومن السلالة الاميرية ، ووالدها في موقع حزبي وحكومي رفيع ، وهذا ايضا من العوامل الدافعة والمشجعة  للوساطة الفلسطينية ) ،  والسيد يوسف رمضان السكرتير الاول ( اّنذاك )  في السفارة الفلسطينية لدى بيونغ يانغ .
لم يكن هذا اللقاء  كسابقاته من اللقاءات الاخرى التي عادة ما تقتصر على العلاقات الثنائية ، الفلسطينية الكمبودية  ، او تنظيم  الانشطة واللقاءات الثقافية والدبلوماسية بين الامير  والسلك الدبلوماسي في بيونغ يانغ ، بل كان لقاء  طويلا ومميزا ركز خلاله الامير على نقاط محددة وواضحة عكست غضبه ورفضه للخمير الحمر ، أعداء الامس وحلفاء اليوم ، وعلى علاقاته التاريخية مع القيادات اللاوسية وحتى الفيتنامية ، وكانه يوحي بعدم  ممانعته في اجراء اي اتصالات مباشرة  معها  .. ومن اهم  عناوين اللقاء ما يلي :
      جرائم الخمير الحمر في فترة حكمهم لكمبوديا 1975-1979 والمذابح والمجازر التي ارتكبوها ضد الجماهير الكمبوديه خاصة الطبقه المثقفه منهم ، ولم تسلم العائله الملكيه من تنكيلهم ومذابحهم .
      معاملتهم السيئه التي لم يشهدها عهد هتلر للامير اثناء فرضهم الاقامه الجبريه بعد عودته من منفاه في بكين عقب انتصار حرب الهند الصينية عام 1975 وتحرير كمبوديا ..
      استنكار سيهانوك للسياسه الداخليه والخارجيه للخمير الحمر محملهم مسؤولية الاحتلال الفيتنامي لكمبوديا .
      يرى ان المشكله الكمبوديه هي من اعقد المشاكل الاقليميه في العالم لتشعباتها وتشابكاتها الدوليه لجانب جذورها القوميه والاقليميه . فالمشكلة الكمبودية ليست فقط ضحية صراع بين معسكرين غير متجانسين ، الرأسمالي والاشتراكي  ، اي  بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي ،  بل ايضا ضحية صراع المعسكر الاشتراكي نفسه ، اي  الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية ..
      ركز الامير على علاقته الجيدة مع القيادة اللاوسية  وعلى رأسها الامير سوفا نوفونغ ومع القايدة الفيتناميه وعلى رأسها  هوشي منه  وفان فام دونغ ،  وهو اول  من دعا الى عقد موتمر قمة للهند الصينية للتنسيق والتضامن بين دولها الثلاث .. كمبوديا وفيتنام ولاووس  ..
      مبادرته في اقامة علاقات ديبلوماسية مع الفيتكونغ ، والوقوف الى جانب فيتنام في حربها ضد الاحتلال الامريكي  ، وقطعه للعلاقات الدبلوماسية مع واشنطن في منتصف الستينات تضامنا مع فيتنام ودعما لها ..
      يرى في اي نوع من اللقاءات السريه او العلنيه مع هانوي او موسكو فيه مساعدة  لايجاد حل سلمي للمشكله الكمبوديه .. وتساءل لمرات عديدة  حول سبب تعنت فيتنام ورفضها اللقاء به !!!
      شن الامير اعنف هجوم سمعته منه على الاطلاق ضد الخمير الحمر لقيامهم ببعض الهجمات العسكريه ضد قواته على الحدود التايلاندية وانتهاكهم لحقوق الانسان الكمبودي في المخيمات وعدم منحهم حق الاختيار السياسي وابعادهم عن الامير او التعاطف معه .
في السابع من ايار 1987 ، اعلن الامير نوردوم سيهانوك استقالته ، ولمدة سنه ، من قيادة الائتلاف الكمبودي المعارض ومن رئاسة جمهورية كمبوديا الديمقراطية . جاء ذلك في بيان مطول هاجم فيه الخمير الحمر واعمالهم التعسفيه ضد قواته المتواجده داخل الاراضي التايلاندية المتاخمة للحدود الكمبودية ، حيث قتلوا العديد من ضباط قوات سيهانوك وكوادره ، مستنكرا انتهاكهم لحقوق الانسان الكمبودي في المخيمات الكمبوديه في تايلاند ..  هذا وقد اتهمهم بارغام السكان الكمبوديين التابعين لسيهانوك والمؤيدين له في السير امام الدوريات العسكريه داخل الاراضي الكمبوديه لوقاية جنودهم  من حقول الغام او كمائن عسكرية مضادة ومفاجئة  ..
وقد طالب سيهانوك الدول والشخصيات الصديقة بعدم التوسط ومراجعته للعدول عن هذه الاستقالة ، وهدد الخمير الحمر بتمديد فترة الاستقالة فيما اذا استمروا بمهاجمة قواته او انتهاك حقوق الانسان الكمبودي في المخيمات التي تحت سيطرتهم  في تايلاند .
تعددت لقاءاتي بالامير الكمبودي سيهانوك بعد ذلك . وقد اوضح الامير ان سبب استقالته لاتقتصر على مضايقات وهجمات الخمير الحمر ضد قواته بل تعدت ذلك لتشمل رفض الخمير الحمر لاي مقترح تفاوضي سلمي يتقدم به الامير لحل المشكلة الكمبودية ، وتسلط الخمير الحمر على قراره السياسي وتكبيله في سياسات ولوائح لا تسمح له القيام باي انشطة حرة  او في الاقدام على اي مبادرة سياسية فعالة .. ويرى الامير ان الخمير الحمر حريصين على استخدامه كورقة مقبولة اقليميا  ودوليا  ، وخاصة مكانته في هيئة الامم المتحدة وفي حركة عدم الانحياز . ويرى انه عاد رهينة تحقيق الخمير الحمر لاهدافهم وسرعان ما يتخلون عنه كما فعلوا عام 1975 ..
اكد على ان السيد هون سين ( رئيس وزراء النظام في كمبوديا ) لا يتمتع باي استقلالية ،  ولايمكن ان يمثل الشعب الكمبودي ، وان اللقاء به والحديث معه لا يجدي نفعا  ، ولا بد من اللقاء اولا بالفيتناميين مالكي القرار الكمبودي ..
وعلى هامش المؤتمر الوزاري الاستثنائي لحركة عدم الانحياز الخاص بالتعاون جنوب- جنوب والذي عقد في العاصمة الكورية بيونغ يانغ من التاسع الى الثالث عشر من  حزيران عام 1987 ،  شارك فيه  المغفور له  محمد ملحم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية  والاخ سلمان الهرفي  مستشار الرئيس االراحل ياسر غرفات  ،  حيث جرت عدة لقاءات بين سفير دولة فلسطين لدى كوريا  الدكتور السفاريني وبين كل من رئيس  وفد فيتنام الاشتراكية ورئيس وفد لاووس الديمقراطية بناء على طلب منهما ..  اكدا على تقدير حكومتيهما للامير وتثمينهما لنشاطاته على المستوى الكمبودي والاقليمي والدولي  .. تحدثا بايجابية مطلقة وبتثمين عال للخطوة الاميرية في الاستقالة من رئاسة كمبوديا الديمقراطية ، والتي فتحت افاقا جديدة وخلقت فرصا مؤاتية لوفاق وطني كمبودي ، واكدا حرص فيتنام ولاووس على علاقاتهما مع الامير واهتمامهما بديمومة الاتصالات واللقاءات معه .. في الوقت نفسه اشترط الجانب الفيتنامي ان يسبق اي لقاء ثنائي بين الامير والقيادة الفيتنامية  لقاء الامير بالسيد هون سين  رئيس حكومة كمبوديا الشعبية الموالية لفيتنام ..
وقبيل مغادرته مطار بيونغ يانغ عائدا الى بلاده بعد انتهاء اعمال مؤتمر عدم الانحياز ،  حاول  الصديق سوبان سيتيرات نائب وزير الخارجية اللاوسي  ( شخصية قيادية لاوسية معروفة في دعمها للقضية الفلسطينية ، وسبق ان قدم منزله الخاص كمقر للسفارة الفلسطينية لدى بلاده دون مقابل ولمدة خمس سنوات 1976 – 1980، وهو الاّن برتبة وزير الامين العام لمجلس الوزراء اللاوسي ) الاتصال بي  هاتفيا على امل اللقاء ، الا ان انشغالي مع الوفد الفلسطيني حال دون ذلك  ، فبعث برسالة  بخط يده  يقول فيها : 
pics
Dear Mustapha;
While Sihanouk is no longer President of the so-called Democratic Coalition government, it is the unique occasion to try to arrange an a meeting with the Representative (you know the name) of the Phnom-Penh government here in Pyongyang or elsewhere for bringing about the national reconciliation and having his personal image rebrightened as in the past. The government of Phnom Penh is sincere in this matter. The contents of the event national reconciliation should be discussed. We are eager to know too.
 Sincerely, Suban Sithirath     
أن استقالة الامير من رئاسة كمبودية الديمقراطية وابتعاده عن الخمير الحمر قد وفرت ظروفا ملائمة لترتيب لقاء بين الامير وهون سين في بيونغ يانغ ، واعتبر ذلك فرصة فريدة لمحاولة ترتيب لقاء بين الامير وممثل عن حكومة هون سين  في بيونغ يانغ او اي مكان اّخر يراه الامير مناسبا .. 
في الرابع عشر من حزيران ، وفي لقاء جمعني مع الامير ، تم بحث موضوع ترتيب لقاء سري بين الامير وهون سين ، وتمت الموافقة على ذلك كتمهيد للقاء الامير مع القيادة الفيتنامية لمناقشة موضوع الانسحاب الشامل للقوات الفيتنامية من كمبوديا والعمل على مصالحة وطنية بين جميع الاطراف الكمبودية المتصارعة ، وتشكيل حكومة وطنية تاخذ بعين الاعتبار مصالح كل الاطراف من خلال انتخابات عامة حرة ونزيهة .
لقد حددنا نهاية حزيران كموعد لمثل هذا اللقاء غير الرسمي ، واتفقنا على ان يكون قصر "  تشانغ سو وون" في بيونغ يانغ مكانا للقاء ، وعلى ان يقوم الامير بتأمين الاقامة وتأشيرات الدخول  للسيد هون سين ومرافقيه ..  وعلى ان أزوده في اسرع وقت ممكن بقائمة اسماء الوفد المرافق لهون سين لاتخاذ الاجراءات اللازمة من تنظيم لمراسم الاستقبال والاقامة .. وافق السيد هون سين على مثل هذا اللقاء وبالشروط التي وضعها الامير سيهانوك .. وبالفعل تم تزويدي بكافة المعلومات المطلوبة بما فيها قائمة اسماء الوفد وموعد الوصول ورقم الرحلة ، حيث كانت على  خطوط الطيران السوفياتية " الايرفولوت " القادمة من موسكو الى بيونغ يانغ عبر مدينة خبر فسكوي الحدودية ... وبدوري نقلت كل تلك المعلومات للامير سيهانوك .. في رسالة بهذا الشأن وجهتها الخارجية الكمبودية للسفير الفلسطيني في بيونغ يانغ تقول : 
“ The foreign ministry of the People’s Republic of Kampuchea express thanks to comrade Moustapha Al Saphariny, Representative Extraordinary and Plenipotentiary of the Palestine Liberation Organization in the Democratic People’s Republic of Korea for conveying the proposal issued by Prince Norodom Sihanouk to meet Comrade Hunsen, Chairman of the Council of the Ministers of the People’s Republic of Kampuchea, in Pyongyang and for the conveyance of Comrade Hun Sen’s agreement with the proposal to Prince Norodom Sihanouk. “
في الخامس عشر من حزيران التقى الامير برؤساء وفود دول اّسيان  ( منظمة جنوب شرقي اسيا : الفلبين ، اندونيسيا، ماليزيا ، سنغافورا ، تايلاند ، بروناي ) المشاركة في المؤتمر الوزاري لدول عدم الانحياز للتعاون جنوب - جنوب الذين استشفوا عزم الامير على فتح حوار مباشر مع نظام فنوم بنه . ومما لاشك فيه انهم قاموا بابلاغ حكوماتهم لما استشعروه واستنتجوه من حديث الامير لهم ، وتوجهاته الجديدة  ، خاصة وان الكثير منهم كانوا قد حملوا رسائل من حكوماتهم للامير تتعلق باستيضاحات اكثر للخطوة التي قام بها الامير في السابع من  ايار عام 1987 واعلانه الشهير بالاستقالة من رئاسة كمبوديا الديمقراطية لمدة سنة ، وحملت هذه الرسائل دعوتهم الامير للعدول عن هذه الاستقالة لما تتركه من نتائج سلبية على النضال من اجل تحرير كمبوديا من الاحتلال الاجنبي ، ولما تتركه من اثار سلبية على القضية الكمبودية وتعاطف المجتمع الدولي معها عند مناقشتها في الجمعية العمومية لهيئة الامم المتحدة .
pics
بمناسبة عيد ميلاد الاميرة ميونغ سيهانوك والذي يصادف الثامن عشر من حزيران ،  وككل عام قام الزعيم الكوري بتنظيم حفلة ضخمة للاميرة والامير بهذه المناسبة . وعلى الارجح ان الامير طرح على الزعيم الكوري رغبته في اللقاء بهون سين في بيونغ يانغ . الا ان الزعيم الكوري لم يكن متشجعا عقد مثل هذ ا اللقاء في بلاده  ، لعدم وجود ضمانات نجاح مثل هذا اللقاء من ناحية ، ومن ناحية اخرى لايريد ان يتحسس الرفاق الصينيين والخمير الحمر منه.
قامت اندونيسيا بتحريك مبعوث سريع للامير المقيم في بيونغ يانغ طالبة منه وعلى لسان وزير خارجيتها مخاتير عدم التسرع في الجلوس مع نظام فنوم بنه واعدة اياه بترتيب لقاء سريع مع الفيتناميين بصورة مباشرة  ، وهكذا استجدت اسباب كثيرة حالت دون لقاء هون سين - سيهانوك ، خاصة وان جمهورية الصين الشعبية التي ارسلت عدة رسائل  للامير عند استقالته في السابع من ايار 1987 بما في ذلك رسالة الرفيق دنغ شياو بنغ  و لي شين نيان و جاو تزي يانغ ، اكدت على ان حل المشكلة الكمبودية مرهون بالانسحاب الفيتنامي العسكري من كمبوديا .
اضطر الامير ، الذي اجل لقائه بالسفير الفلسطيني الدكتور مصطفى السفاريني لعدة مرات، ارسال السيد تشين خاي مدير مكتبه  ليحمل للسفير الفلسطيني رسالة خطية مؤرخة في الخامس والعشرين من حزيران 1987 ، يعتذر فيها الامير عن لقائه بهون سين ، طالبا الغاء الموعد المتفق عليه ، موضحا بعض الاسباب لهذا الالغاء غير الموضوعية في نظري .. اوضح الامير ان هون سين قام بحرق صورة الامير سيهانوك  في الساحة الرئيسية لفنوم بنه وامام الاف الجماهير،  واستمرار هون سين في حملة دعائية كاذبة ضد الامير ... الخ .. جاء في الرسالة :
pics
pics
His Excellence Mr. Moustapha Saphariny,
Ambassador of Palestine (PLO)
Pyong Yang
DPR of Korea
You Excellence my dear friend and brother,
I beg you to convey to Mr. HUN SEN, “Prime Minister of the People’s Republic of kampudean”in Phnom Penh, my apologies for not being able to meet with him here, in Pyongyang,(or elsewhere),this month or in the near future, because of these recent unfortunate occurrences:
a/- recently, in Phnom Penh, the “government” of MM.HUN SEN & Heng Samrin has,in the presence of Khmer people,burnt down the effigy of Norodom Sihanouk “accused of being an of plo pot”.
b/- recently, “ PRK”officials have said very bad, unfair and unjust things about me (Sihanouk)to foreign press correspondent of THE CHRISTIAN SCIENCE MONITOR these words – and I quote the U.S. New paper :
Says Vandy Kaon ,a French – trained sociologist who is a government adviser and secretary-general of the Kampuchean-Vietnamese Friendship Association , “the main problem is that he (Sihanouk)is not the same Sihanouk as when he was King . (…)His tactical alliance again with the Khmer Rouge , all work against him now , say PRK officials. His popularity is greatly reduced, they say”.
So, according to those “Quislings” in Phnom Penh (who themselves, in the years 1970-1975, fought against U.S. Imperialism and the pro-USA “Quislings” Lon Nol –Sirik Matak –long boret), I (Sihanouk)was “guilty” of fighting “against” Lon Nol (Sic) in the early 1970s and even “guilty” of being under house arrest (Sic) during the rule of Pol Pot from 1975-1978!!!
And, so far as my so-called “greatly reduced popularity” is concerned, may I mention to Your Excellency this paragraph of the Christian Science Monitor `s same article, - and I quote : “International aid workers in Phnom Penh and many Cambodians say that a majority of peasants years of his later rule in the 1960s, before the maelstrom of the rightist Lon Nol regime and ruthless utopianism of the Khmer Rouge’s Pol Pot”
Your Excellency my dear Friend and brother,
Science 1979 up to now, the SR of Vietnam officials and “PRK” officials never cease showing off to all their interlocutors and to the Khmer and KPNLF and several of newspapers and magazines in the “free world”, the capitalist Bloc and the Soviet Bloc, they never cease slandering and discrediting me, and tarnishing my reputation, dragging me in the mud.
Under these conditions, there is no possibility to have dialogues which could be useful to Cambodia and helpful for the Khmer people.
On the other hand, I beg Your Excellency’s personal indulgence vis-à-vis myself. It is not my fault if Hun Sen-Sihanouk`s meeting cannot take place…
Please, accept Your Excellency my dear Friend and Brother, the expression of my deep gratitude and the assurances of my very high and very affectionate consideration.
لقد حالفنا الحظ في ابلاغ السيد هون سين بقرار الغاء الامير للقاء قبيل مغادرته العاصمه فنوم بنه متوجها للعاصمه الكوريه مرورا بموسكو .
في الحقيقة ، كان وقع الغاء اللقاء ، واحباط اول محاوله ، بل اول تجربه لي  في مثل هذا المجال  من الوساطات رفيعة المستوى ، خاصة وساطة في مثل هذه المشكله المعقده ، كبيرا ومؤثرا واحدث نوع من عدم الثقه بيني وبين السيد هون سين رئيس وزراء كمبوديا الشعبية ..
خرجت اندونيسيا من مؤتمر وزراء خارجية منظمة دول اسيان الذي عقد في سنغافورا في الرابع عشر من حزيران مخولة للتحرك باسم المنظمة لايجاد حل سلمي تفاوضي للمشكلة الكمبودية ..
تحركت اندونيسيا على جبهتين ، جبهة فيتنام وجبهة سيهانوك . استطاعت ايقاف سيهانوك من التحرك المنفرد وفتحت الحوار امامه مع فيتنام  .. حرصت اندونيسيا ان تحافظ على حل المشكله الكمبودية في الاطار الاقليمي وحاولت بكل ثقلها الاقليمي الدولي تصدر الحل و تكريسه لصالحها ..
ففي السابع والعشرين من تموز 1987  ، نجحت اندونيسيا في توقيع اتفاقية مع فيتنام سميت " باتفاقية هوشي منه "  ، وكانت هذه الاتفاقية قد وقعت باسم المجموعتين ،مجموعة دول الهند الصينيه الثلاث ( فيتنام ، لاووس ، كمبوديا ) ومجموعة دول منظومة اسيان الست ( اندونيسيا ، ماليزيا ، الفلبين ، تايلاند، سنغفافورا ،  برناوى)  ..  ربطت هذه الاتفاقية حل المشكلة الكمبودية بتطبيع العلاقات بين جميع  دول جنوب شرق اسيا والتوصل الى حل سلمي شامل للخلافات بين دول المنطقة ..
بالنسبة للمشكلة الكمبودية تم الاتفاق على عقد "حفل استقبال  " Cocktail Party "  لجميع اطراف النزاع الكمبودي ويعقد على مرحلتين :
المرحلة الاولى : تقوم اندونيسيا فيها بدعوة اطراف النزاع الكمبودي الاربعة ( هون سين  ، كيو سان فان ، سون سان والامير ) للجلوس سويا على طاولة مفاوضات مستديرة  كوفدين اثنين ، وليس كاربعة وفود . الامير يترأس وفد كمبوديا الديمقراطية ، اي حكومة الائتلاف التي تضمه و كيو سان فان ،  وسون سان . وهون سين يترأس وفد كمبوديا الشعبية ..  هذه المرحلة تكون اجتماعاتها  مقتصرة على اطراف النزاع الكمبودي فقط . وهذا ما تريده ها نوي ،  كي  لا تظهر  امام العالم  كطرف في الصراع الكمبودي . علما ان الامير والخمير الحمر كانا يرفضان اي لقاء مع حكومة فنوم بنه  دون مشاركة فيتنام باعتبارها  طرفا مباشرا ورئيسيا  في المشكلة  بسبب وجود قواتها في الاراضي الكمبودية ..
المرحلة الثانية : انضمام كل من اندونيسيا وفيتنام  ، كممثلتين للمجموعتين ، الى طاولة المفاوضات جنبا الى جنب مع  اطراف النزاع الكمبودي . وبذلك تكون المرحلة الثانية عبارة عن مؤتمر اقليمي ..  وبذلك تظهر فيتنام للعالم  كاندونيسيا في علاقتها بالمشكلة الكمبودية او كأي دولة اخرى من دول المنطقة ..
الخمير الحمر سارعوا ومنذ الوهلة الاولى من توقيع وصدور هذا الاتفاق بين فيتنام واندونيسيا ممثلتين بوزيري خارجيتهما  ، نغوين كوتاك ومخاتير ،  بالرفض والاستنكار ، كما ورفضت تايلاند مثل هذا الاتفاق ، مطالبين باشراك فيتنام  في المرحلة الاولى من المحادثات كونها ضالعة بالمشكلة الكمبودية واحد اطرافها الاساسيين .
لم يستطع وزير الخارجية الاندونيسي تحقيق ما وعد به الامير .. الامر الذي دفع الامير مرة اخرى بالتلويح بعصى الاجتماع مع هون سين .. يعي الامير مدى صعوبة موافقة الخمير الحمر على الجلوس مع هون سين  ..  تم استئناف اللقاءات من جديد بيني وبين الامير  وتعددت خلال شهري حزيران وتموز ..  الا انني كنت حريصا على عدم فتح اي حوار معه عن المشكلة الكمبودية .. في الثاني من اب 1987 ، وفي لقاء مطول بيننا ، عاد الامير ليتحدث عن امكانية لقائه بهون سين على الارضية السابقة .
نتيجة لتجربتي غير المشجعة في هذا الصدد،  كنت مترددا في التفاعل من جديد مع طروحات الامير ومع هذه الوساطة ، على الرغم من قناعتي التامة بجدواها  وبمدى تحريكها للحل السلمي للمشكلة الكمبودية ..  وبناء على تعليمات الرئيس ياسر عرفات في المضي قدما والعمل على تحقيق قمة كمبودية تجمع  الامير بهون سين ، لما فييها من تخفيف لحدة التوتر وتذييب للكثيير من الثلوج في العلاقة بين الاطراف الكمبودية المتخاصمة  ، ذكرت الامير بالقاء الذي لم يتم في حزيران رغم الترتيبات التي تمت والجهود التي بذلت  .. اكد الامير على ان ثقتة كبيرة بأخيه الرئيس عرفات وبقدرته على استمرار التحرك  والمساهمة في حل المشكلة الكمبودية ..
ففي الخامس من اّب 1987 ، وجه الامير سيهانوك رسالة رسمية الى سفير دولة فلسطين لدى كوريا يؤكد فيها استعداده على اللقاء بهون سين في باريس ، وبشكل غير رسمي ، فيما اذا طلب هون سين ذلك ..  تقول الرسالة :
pics
“His Excellency Monsieur MOUSTAPHA Saphariny,
Ambassador of Palestine (PLO)
Pyongyang.
My very dear friend and brother,
  … I beg you to convey to Mr., Hun Sen, ‘Prime Minister of the People’s Republic of Kampuchea’, in Phnom Penh (Cambodia) my apologies for not being able to meet him before November or December 1987, in Paris (France).
  …But, I may have an informal meeting (Political discussion) with Mr. Hun Sen either in November or in December 1987, in my Hotel (Holiday Inn, Roissy-en-France) if Mr. Hun Sen wants to call on me…informally.
Please accept, Your Excellency, the assurance of my very high and affectionate consideration.
                                            Pyongyang, August 5, 1987.”
كان الامير قد حدثني عن علاقته الحميمة برئيس الوزراء الهندي راجيف غاندي ، واشار الى انه كان قد اطلعه في رسالة خطية على مساهمات وجهود اخيه الرئيس عرفات في ايجاد حل للمشكلة الكمبودية .. في ظل هذه المستجدات وبينما كان الرئيس الفلسطيني في زيارة رسمية للهند في الثامن من اب 1987 ، فوجيْ الرئيس عرفات بطرح غاندي المشكلة الكمبودية على هامش اللقاءات التي تمت بينهما ، واتفقا على التحرك المشترك والمساهمة في حل المشكلة الكمبودية في اطار حركة عدم الانحياز ، واوفدا مندوبا عنهما للقاء بالامير من خلالي ، بهدف استنباض رأي الامير سيهانوك  والاطلاع على وجهة نظره في مثل هذا التحرك لحركة عدم الانحياز  ..
وصل المبعوث الخاص  الدكتور سامي مسلم في العاشر من اب . وفي الحادي عشر منه رتبت له لقاء مطولا مع الامير دام اكثر من ساعتين  تبعه غداء عمل  ، حيث تركز الحديث على  نقطتين اساسيتين :
pics
الاولى حول الوضع في منطقة الشرق الاوسط والنضال الفلسطيني وما حققته منظمة التحرير الفلسطينية في الفترة الاخيرة من انجازات سياسية وعسكرية وديبلوماسية هامة وعلى كافة الاصعدة ، وما  تواجهه منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني من مؤامرات امبريالية صهيونية مشتركة لطمس الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني …
اكد الامير على مواقفه المبدئية الثابته والداعمة للنضال الفلسطيني العادل منذ بداية الخمسينيات وحتى اليوم ، وسيبقى كذلك حتى يستعيد الشعب الفلسطيني لكافة حقوقه الوطنية المشروعة ،  بما في ذلك حقه في العودة الى وطنه واقامة دولته الفلسطينية المستفلة ، مفتخرا بالعلاقات الاخوية التي تربطه بالرئيس الفلسطيني والقائد الاممي ياسر عرفات .. مشبها الشعب الكمبودي ب بالشعب الفلسطيني في جنوب شرق اسيا يعاني من المؤامرات الخارجية ، واصبح ضحية للتاّمر الداخلي والخارجي وفريسة صراع الدول الكبرى .
الثانية ، كانت حول زيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى عدة دول اسيوية وافريقية منضوية تحت علم حركة عدم الانحياز ، واخرها بنغلادش و الهند ، حيث كانت المشكلة الكمبودية على رأس القضايا الاقليمية التي طرحت ونوقشت مع عدد من رؤساء دول عدم الانحياز ، وهناك توجه لدى هؤلاء الرؤساء للعمل من جديد والتركيز حول ايجاد حل سلمي تفاوضي للمشكلة الكمبودية قائم على المصالحة الوطنية ومشاركة كل الاطراف في حل عادل وشامل ياخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع  بعد الانسحاب  الكامل  و الشامل  للقوات الاجنبية من كمبوديا  ، وضمان استقلال كمبوديا ووحدة اراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية  . وتقوم الجهود غير المنحازة على اساس التوسط بين الامير سهانوك والفيتناميين وحكومة فنوم بنه  ..  وقد اوضح المبعوث انه في حال موافقة الامير على جهود حركة عدم الانحياز ستقوم الحركة بتشكيل لجنة  تضم اّخر ثلاث رؤساء دوريين للحركة ، اي رؤساء عدم الانحياز لمؤتمرات القمم الثلاثة الاخيرة ، السادس والسابع والثامن ..  اي فيديل كاسترو وراجيف غاندي و روبرت موغابي الى جانب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات .. وعلى الفور سيقوم وزير الخارجية الهندي بزيارة الامير والتعرف على وجهة نظره للشروع مع بقية الاطراف المعنية بوضع مبادرة باسم حركة عدم الانحياز بالتعاون مع السفير  الفلسطيني لدى كوريا الدكتور مصطفى السفاريني .. المطلوب مواففة الامير حتى يتسنى الاعلان عن  تشكيل هذه اللجنة الرباعية واقرار اّلية عملها ومباشرة اتصالاتها واعمالها في هذا الشأن ..
pics
كان  رد الامير ايجابيا حيث قال  " اشعر بسعادة كبيرة للجهود الجبارة التي يقوم بها اخي وصديقي ياسر عرفات  واشعر بالفخر بكل مساهماته في هذا الصدد ،  ولا يسعني بهذه المناسبة ،  وكون مبادرة عدم الانحياز جاءت عن طريق الرئيس الفلسطيني ،  الا مباركتها والتعبير عن امتناني الكبير للرئيس ياسر عرفات وكل اخوانه الرؤساء الذين يساهمون في ايجاد حل سلمي للمشكلة الكمبودية …انتم الفلسطينيون اكثر الناس تحسسا  لمشاعري و احاسيسي … الفيتناميون و السوفيات يريدون قواعد عسكريه استراتيجية لهم في كمبوديا ..  والآسيان يخافون من الزحف الشيوعي ..  امريكا لا تريد السوفيات في المنطقة لمنافستهم على الممرات البحرية الاستراتيجية .. هناك اربعة اطراف كمبودية متناحرة ، وبسبب التشابكات الاقليمية و الدولية في المشكلة الكميودية ،  اصبحت الاطراف الكمبودية تعمل لمصالح الدول و ليس لمصلحة كمبوديا وشعبها .. فطيلة السنوات الاخيرة و انا مكبل من قبل الخمير الحمر و الزرق ، يرفضون كل مقترحاتي السلمية … لماذا السوفيات و الفتناميون يرفضون لقائي ؟ و يصرون على لقائي بهون سين ؟ انني مع مساهمة حركة عدم الانحياز حيث ستشكل ضغطا دوليا على فيتنام لسحب قواتها من كمبوديا و احترام سيادتها و استقلالها وحدة اراضيها … المشكلة الكمبودية تدخل في لعبة الدول الكبرى ..  ارجو ان لا يعلن عن هذه التحركات قبل بلورتها بشكل جيد … التاريخ سيسجل للرئيس الفلسطيني كل هذه الجهود الفعالة والمشكورة … لقد سجل التاريخ الكثير من المآثر للرئيس الفلسطيني و ها هو التاريخ الكمبودي يسجل اليوم  بكل فخر و اعتزاز مأثرة من مآثره الرامية الى احلال  السلام والاستقرار في كمبوديا و منطقة جنوب شرق اسيا … احيطكم علما بان الجنرال سيتي سافينسيلا  وزير الخارجية التايلاندي سيصل بيونغ يانغ في الحادي والعشرين من الشهر الجاري و سالتقي به في الثالث والعشرين منه ،  يحمل في جعبته بعض المقترحات نيابة عن الخمير الحمر و دول اّسيان ، ولممارسة الضغط عليّ للعدول عن الاستقالة .. سأغادر بيونغ يانغ متوجها الى الصين في  التاسع والعشرين  من الشهر الجاري .. اما بخصوص ايفاد راجيف غاندي لوزير خارجيته للقاء بي فأهلا وسهلا على ان يكون قبل مغادرتي بيونغ يانغ ..  
بعد ا انتهاء الزيارة التي قام بها الدكتور سامي مسلم مبعوث الرئيس ياسر عرفات  لبيونغ يانغ باسم بعض رؤساء دول عدم الانحياز والتي ظلت سرية ، استمرت اللقاءات بيني وبين الامير ..
pics 
يرى الامير سيهانوك من لغة البيانات التي تصدر عن الاجتماعات الدورية لوزراء خارجية دول الهند الصينية الثلاثة انهم يعملون على ابراز انفسهم كمجموعة سياسية موحدة نظيرة لمجموعة دول اسيان الستة ، والعمل على تهيئة ظروف اقليمية ودولية مؤاتية لدخول المجموعتين في حوار وتفاوض حول  جميع الخلافات القائمة في الاقليم والمشكلة الكمودية من ضمنها .. اي ربط المشكلة الكمبودية ببقية المشاكل والخلافات القائمة في المنطقة ..  وقد تجلى ذلك بكل وضوح في البيانات الصادرة عن المؤتمرين  العاشر والحادي عشر ..
  بينما بيان مؤتمر وزراء خارجية دول الهند الصينية  الثاني عشر والذي عقد في نهاية شهر كانون الثاني 1986 حمل ثمانية نقاط بما فيها  التأكيد  على الانسحاب السنوي التدريجي للقوات الفيتنامية من كمبوديا  ؛ والتاكيد على عام 1990  كعام للانسحاب الشامل والكامل للقوات الفيتنامية من كمبودية ؛ التأكيد على ضرورة  حل المشكلة الكمبودية من جانبيها الوطني والدولي  ..
الجانب الوطني منه يجب ان يحل كمبوديا دون اي تدخل اجنبي  . معربين عن ترحابهم وتثمينهم لاي اتصال أو مفاوضات قد تتم بين كمبوديا الشعبية والمعارضة الكمبودية بشكل فردي اوجماعي للتوصل الى مصالحة وطنية بعيدا  عن بول بوت الدموي وزمرته ، والتحضير لانتخبات عامة حرة وديمقراطية ونزيهة  بعد الانسحاب الكامل للقوات الفيتنامية من كمبوديا ،  وترحب كمبوديا الشعبية بكل الجهود والوساطات الدولية والاقليمية من اجل تحقيق هذا الحوار ..
 اما الجانب الدولي للمشكلة الكمبودية  فيجب ان يقوم على أساس الانسحاب الكامل للقوات الفيتنامية مقرونا بوقف كل المساعدات المالية والعسكرية لزمرة بول بوت وكل المعارضة الكمبودية ووقف كل التدخلات والتهديدات  ضد كمبوديا الشعبية ؛ والتأكيد على اقامة منطقة سلام واستقرار وحياد في جنوب شرقي اسيا يستطيع العيش فيها  جميع الدول  بمختلف انظمتها الاجتماعية  ..
هذا وقد رحب البيان  باللقاء الذي تم بين وزيري خارجية فيتنام واندونيسيا وما تمخض عنه من جهود لحل المشكلة الكمبودية واحلال السلام والاستقرار في جنوب شرقي اسيا ، مؤكدا على ضرورة استمرار اللقاء بين الوزيرين كممثلين عن المجموعتين لهذا  الغرض .. واشار البيان الى  ضرورة  فتح حوار مع الصين الشعبية واقامة علاقات  صداقة وتعاون معها  وحل المشاكل الخلافات القائمة  بشكل سلمي ورفاقي   .. وفي نهاية بيان وزراء خارجية دول الهند الصينية ،  ثمنوا عاليا مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز الذي عقد في لواندا  ، واعربوا عن استعدادهم للمساهمة في انجاح مؤتمر وزراء الخارجية الذي سيعقد في نيودلهي بنيسان 1986  ، ومؤتمر القمة الثامن للحركة و الذي سيعقد في زمبابوي في آب 1986 تحت راية النضال ضد الامبريالية و الاستعمار و التميز العنصري و من اجل السلام و الاستقلال الوطني و اقامة نظام اقتصادي دولي جديد . ( المرجع النص الكامل للبيان مرفق، صادر عن دائرة الاعلام لوزارة خارجية كمبوديا الشعبية فنوم بنه )
 يرى الامير نوردوم سيهانوك بان جمهورية الصين الشعبية تعير المشكلة الكمبودية جل اهتمامها ، وتعتبرها  من اهم المشاكل الاقليمية التي يجب ان تحل عبر الانسحاب الكامل والشامل وغير المشروط للقوات الفيتنامية قبل اي نشاط دبلوماسي او سياسي مع هانوى و موسكو ..  خاصة وان موسكو قد تنازلت لفيتنام عن لاووس وكمبوديا مقابل منحها تسهيلات عسكرية داخل الاراضي الفيتنامية .. وظلت تقدم المساعدات لفصائل المعارضة الكمبودية في حربها ضد نظام فنوم بنه الموالي لفيتنام ..  و ستبقى الصين غير مشجعة لدعم اي حوار بين الاطراف الكمبودية  المتنازعة خاصة بين نطام هون سين و حكومة الائتلاف المعارض.
تم الاتفاق مع الامير على ان اقوم بزيارة الى دول الهند الصينية الثلاثة و العمل على تحقيق رغباته في اللقاء بفيتنام او لاوس قبل اللقاء بهون سين ، مع تأكيد لقاء الامير بهون سين  ، سواءا تم لقاء مع الفيتناميين او الاوسيين او لم يتم .  و من حيث المبدأ اتفقنا على ان يكون يوم التاسع والعشرين من نوفمبر  1987 يوم للقاء الاول بين الامير و هون سين في باريس .
التاسع والعشرين من نوفمبر هو يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والذي اقرته هيئة الامم المتحدة  .. بناء على موافقة الرئيس ياسر عرفات قمت في هذه الزيارات لعواصم دول الهند الصينية الثلاثة ، هانوى فينيتيان فنوم بنه ، وتم الاتفاق على ان تبقى الزيارة سرية لحين تبلور نتائج ايجابية عنها .. في اللقاء الاخير بيني وبين الامير قبل مغادرته بيونغ يانغ ، تم الاتفاق على وقفه لجميع الحملات العدائية  ضد هون سين ، وعدم العدول عن الاستقالة من رئاسة كمبوديا الديمقراطية وقيادة الائتلاف الكمبودي المعارض قبل الموعد الذي حدده  .. هذا وقد اشار في نفس اللقاء الى  العلاقة  القديمة والجيدة التي كانت تربطه بالقيادتين  اللاوسية والفيتنامية  ، مؤكدا ان امريكا دبرت الانقلاب ضده  بسبب تاييده لفيتنام في حربها ضد امريكا ،  الى جانب مساهماته الفعالة في تضامن بلدان الهند الصينية حيث دعى لاول مؤتمر قمة لقيادة دول الهند الصينية وفتح سفارة للفيتكونغ بعد الاعتراف بها  ابان الحرب الفيتنامية  الاميركية ...
قامت حكومات دول الهند الصينية بتوجيه دعوات مكتوبة للسفير مصطفى السفاريني لزيارتها مرفق النصوص:
pics
H.E. Mr. Moustapha Al Saphariny,
Representative Extraordinary and Plenipotentiary of the Palestine Liberation Organization to the D.P.R.K
The Foreign Ministry of the People’s Republic of Kampuchea cordially welcomes the unofficial and personal visit to the People’s Republic of Kampuchea by your Excellency and your wife in September, 1987.”
pics 
Soulivong Phrasithideth, Vice-Minister of Foreign Affairs.
pics
 “H.E.Mr. Moustapha Al Saphariny,
Representative Extraordinary and Plenipotentiary of the Palestine Liberation Organization to the D.P.R.K
The Foreign Ministry of the Socialist Republic of Vietnam cordially welcome official visit to the Socialist Republic of Vietnam by your Excellency and your wife in September, 1987.
On the basis of the good relations of friendship existing between the two of us, I would like to invite you and your wife to pay an unofficial and personal visit to the Lao P.D.R. I will be very glad to receive you as well as your wife from the 1st to 3rd of October in 1987 in Vientiane. I hope you will be able to make the trip.
في الثامن عشر من ايلول 1987  ، وصلت بانكوك وبشكل سري في طريقي الى العواصم الثلاثة  .. فعلى الرغم مما تم الاتفاق عليه مع الامير على سرية التحرك الا ان الصحف التايلاندية تصدرت خبر وساطة منظمة التحرير الفلسطينية ووجود سفيرعرفات في دول الهند الصينية في اليوم الثاني من وصولي  العاصمة التايلاندية بانكوك  .. فقد كتبت صحيفة البانكوك بوست “Bangkok Post”الصادرة يوم السبت  19 سبتمبر تحت عنوان التحرك الحثيث نحو  مفاوضات مطلوبة تقول :
(MOVING CLOSER TO NEEDED DIALOGUE)
 pics
"  اكد سيهانوك ان هون سين رئيس وزراء كمبوديا الشعبية يستطيع فقط قول ما تريده فيتنام منه قوله ،  ومهما يكن من امر فالحديث معه مهم وضروري ..." .. ما يريده الامير من هون سين  نقله السفير الفلسطيني لدى جمهورية كوريا الديموقراطية مصطفى السفاريني وهو "  رسالة خطية  من هون سين  يوجهها للامير يعبر فيها رغبته  اللقاء به بشكل شخصي وبعيدا عن منصبه كرئيس للوزراء " .. وافادت الصحيفة بأن  " مطلب الامير هذا جاء في رسالة رسمية وجهها الامير للسفير السفاريني في الخامس من اّب ، وعلى ان يكون اللقاء غير رسمي وفي فرنسا بالذات .. "
في 22 سبتمبر : وصلت فيتنام بصحبة زوجتي وطفلتي واجتمعت في اليوم نفسه  مع السيد تشان كوانغ كا Chang Guang Ga  عضو اللجنة المركزية نائب وزير الخارجية الفيتنامي .
في 23 سبتمبر : لقاء مع كوادر متخصصة في الحزب والدولة وعلى راسهم نائب وزير الخارجية الفيتنامي
في 24 سبتمبر : لقاء مطول مع نغوين كوتاك ، عضو المكتب السياسي ، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الفيتنامي
في 25 سبتمبر : لقاءات مع كوادر متخصصة بشؤون الشرق الاوسط.
أهم  ما جاء على لسان السيد وزير الخارجية الفيتنامي كوتاك :
تكراره الشكر والتقدير للرئيس ياسر عرفات على مساهماته الفعالة في حل المشكلة الكمبودية ، متوخيا استمرار منظمة التحرير الفلسطينية في هذه الوساطة الخيرة والفعالة ولعب هذا الدور الاممي رغم تعقيدات القضية الكمبودية  .. وسوف نبقى في دول الهند الصينية وبلدان جنوب شرق اسيا  اوفياء لهذا الدور المشكور ..
 تثمين الاستقالة التي قدمها الامير سيهانوك من قيادة حكومة الائتلاف المعارضة معتبرا ذلك خطوة اساسية  للبدء في حوار كمبودي - كمبودي  للتوصل الى المصالحة الوطنية متمنيا عدم عودة الامير للتحالف ثانية مع بول بوت .
 ثمن كوتاك نشاطات الامير الوطنية على المستوى الكمبودي وسياسته التنموية الداخلية ومساهماته الاقليمية والدولية خاصة مواقفه الاخوية لجانب فيتنام اثناء الحرب التحررية والعمل على رص الصفوف ووحدة دول الهند الصينية وتضامن شعوبها ضد العدو الامبريالي المشترك مؤكدا ان فيتنام بحزبها وحكومتها وقفت ومنذ مؤتمر جنيف 1954 وحتى لحظة تسلم الامير سيهانوك لرئاسة حكومة الائتلاف المعارضة في بداية الثمانينات معه والى جانبه .
قناعة وزير الخارجية الفيتنامي على ان سيهانوك هز مفتاح واساس الحل السلمي والتفاوضي للمشكلة الكمبودية  ،  ويلعب دورا اساسيا في ذلك ..
استعداد فيتنام استقبال الامير في اية لحظة بعد تعاونه مع هون سين في ها نوي بواحد وعشرين طلقة تحية كأي رئيس دولة في العالم  ..
عدم جلوس فيتنام معه قبل لقائه بهون سين ، وعدم تشجيع لاووس  على فعل ذلك ..
 المشكلة الكمبودية لن تحل بالسلاح لانها خارج اطار الكمبوديين ووجود دول كبرى  تغذي القوى  الكمبودية المتناحرة ..
لن تسمح فيتنام  بعودة نظام بول بوت  ثانية  تحت اي ظرف من الظروف ..
انزعاج فيتنام من تقلب مواقف الامير سيهانوك  خاصة تراجعه  عن اللقاء بهون سين  الذي اعد له ونظمه سفير فلسطين  لدي كوريا  في حزيران الماضي  ..
التأكيد على انسحاب القوات الفيتنامية  الشامل  من كمبوديا عام 1990 ..
 شبه الوزير الفيتنامي المشكلة الكمبودية بقطعة من الكاتو ،  يمكن لهون سين وسيهانوك  تناصفها  في حال اتفاقهما ، واذا عاد الامير مع اعضاء ائتلافه (  سيهانوك ، الخمير الحمر ،  جبهة تحرير كمبوديا )   فسيقتسم النصف المخصص له  بينه وبين اعضاء ائتلافه ..
 اكد الوزير الفيتنامي على مصداقية بلاده في العمل الجاد والصادق  لحل المشكلة الكمبودية حلا سلميا  ، وترغب بيع ذلك لسيهانوك .. اي انها ترفض عودة الخمير الحمر  اقوياء الى البلاد  بعد الانسحاب الفيتنامي  ..
دامت  الزيارة لفيتنام اربعة ايام ، الاهتمام الفيتنامي بها كان واضحا ، حيث كانت الاقامة في قصر الضيافة  الحكومي ..
في 26 سبتمبر  وصلت كمبوديا ..
*     في 27 منه ، التقيت بالسيد  كون كوم  وزير الخارجية الكمبودي  ، وبنائبه  السيد  ديت موندي   DITH MUNTHY  ، كما اجتمعت بالسيد  مات لي MATH LY  عضو المكتب السياسي  للحزب  نائب رئيس  مجلس الشعب الاعلى ..
*     في 28 منه  ،  تم عقد لقاء موسع  جمعني والسادة هون سين  رئيس الوزراء والعديد من الوزراء ورجال الدولة  دام طيلة صباح اليوم .. بعد  ظهر اليوم نفسه تم استكمال المحادثات  تبعها مأدبة تكريمية نظمها السيد هون سين في منزله الخاص ..
*     في 29 منه ،   لقاء مع السيد هنغ سامرين الامين العام للحزب ..
موقف هينغ سامرين – هون سين  يتلخص بالتالي :
الشكر والتقدير للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على مساهماته وجهوده الفعالة في ايجاد حل تفاوضي  سلمي للمشكلة الكمبودية  ..  المبادرة الفلسطينية تجسد المكانة الدولية التي يتمتع بها الرئيس ياسر عرفات .. التأكيد على اهمية وضرورة  استمرار هذه الوساطة ..
التثمين العالي لموقف الامير سيهانوك الاخير  واستقالته الجريئة  من رئاسة اللائتلاف  ومبادراته  التفاوضية الايجابية ..
عدم ضرورة عقد اي لقاء تمهيدي  يسبق  لقاء الامير سيهانوك  بالسيد هون سين ..
فيتنام ولاووس والاتحاد السوفياتي  يعترفون  بحكومة  كمبوديا الشعبية  كممثل شرعي  للشعب الكمبودي  ..  لن توافق  اي من هذه الدول  على عقد اي لقاء تمهيدي مع الامير ، وحتى لو وافقت اي من هذه الدول على لقاءات جانبية او تمهيدية  لن نوافق نحن  (  اي هون سين ) ..
الاجتماع التمهيدي يمكن  ان يتم بين من يمثل  ( هون سين )  وبين من يمثل  الامير سيهانوك ..
 يمكن ان ندعوا ، في حال موافقة الامير سيهانوك ، الرئيس ياسر عرفات  شخصيا  ليكون طرفا ثالثا  في اول لقاء يجمعني  بالامير  ،  كضمان  لتنفيذ ما يتم التوصل اليه بيننا ..
 انني ( هون سين )  على استعداد اللقاء به في الزمان والمكان الذي  يراه الامير مناسبا  ..
على استعداد لمناقشة المواضيع الجوهرية مع الامير بما في ذلك  اسم الدولة  ودستورها  وسياستها الخارجية  والداخلية  ، وتشكيلة الجيش والحكومة  ، وكل القضايا المصيرية الاخرى التي تجول في خاطر الامير ..
اعي جيدا ( هون سين ) ان الامير سيهانوك ، وليس سواه، هو مفتاح  الحل السلمي للمشكلة الكمبودية  ..  نعم ، فنوم بنه على استعداد لاستقبال الامير سيهانوك  ب 21  طلقة تحية  ..
هذا  وقد تم الاتفاق  بيني ( السفير السفاريني ) وبين هون سين  على اصدار فنوم بنه  لبيان  تشيد فيه  بالامير وبمبادراته  التفاوضية ..  وبالفعل ، وقبل مغادرتي فنوم بنه تم اصدار مثل هذا البيان  ( مرفق النص ) .. هذا وقد اكد السيد هون سين على سياسة المصالحة  الوطنية  التي اعلن عنها  في الثامن والعشرين من اّب  ، ودعى الى البدء في عقد لقاءات مع جميع الفصائل المعارضة عدا بول بوت والمقربين منه .. ( مرفق بيان 28/8/1987 ) ..
حمل السيد هون سين الدكتور السفاريني رسالة للامير سيهانوك  يدعوه فيها الى عدم دفعه الى اتخاذ قرار الطلاق والقطيعة بينهما  بسبب تذبذب الامير  ونقض وعده في اللقاء لمرتين على التوالي  ، ورجاه فيها ان تكون هذه المرة الثالثة والاخيرة لعقد مثل هذا اللقاء .. قال هن سين للسفاريني مداعبا "  الطلاق عندكم في الاسلام  يقع دون رجعة بعد ثلاث طلاقات  ، وهذه هي المرة الثالثة بيني وبين صديقك الامير  .. ارجو ان لا تحدث ابدا "  ، مشيرا الى ان الامير كثير التقلب ولا يحفظ الاسرار على الاطلاق ،  واكبر دليل على ذلك  نشره للنصوص الحرفية للرسائل المتبادلة  بيننا الثلاثة ( هون سين ، الامير ، السفاريني ) في وسائل الاعلام التايلاندية ..  لذا  لا اود الكتابة  له حول اللقاء الموعود معه الا بعد ان يقع ..
الموافقة التامة على  ان يكون  يوم 29  نوفمبر ، يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ،  يوم اللقاء بين هون سين  والامير سيهانوك ..
انتهت الزيارة باجتماع  موسع مع كوادر الحزب والدولة تناولنا فيه  اّخر المستجدات على الساحة الفلسطينية  ... الاهتمام كان كبيرا في الزيارة  ، والاقامة كانت في القصر الملكي للامير نوردوم سيهانوك  .. حدثني هون سين قائلا : ابلغ الامير سيهانوك ان هذا القصر لم  ولن يدخله احد  سوى الامير نفسه .. فنحن والشعب الكمبودي بحاجة له ولقيادته "
زيارة فيتنام ثانية :  بعد انتهاء هذه الزيارة الناجحة الى كمبوديا ، وفي طريق عودتي ، توقفت في هانوي العاصمة الفيتنامية ، والتقيت في الثلاثين من سبتمبر  مع نائب وزير الخارجية فيها وبعض المعنيين الفيتناميين الاّخرين ..  ثمنت فيتنام عاليا زيارتي لفنوم بنه  وما تم التوصل خلالها  حول  تحديد يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني  كموعد للقاء القمة الكمبودية  - هون سين – سيهانوك ...
زيارة جمهورية لاووس الديمقراطية الشعبية :  من هانوي توجهت الى فينتيان  العاصمة اللاوسية ..
في الفاتح من اكتوبر التقيت  بالسيد  كمباي بوبا  النائب الاول لوزير الخارجية اللاوسي عضو  اللجنة المركزية للحزب الثوري    ..
في  02/ أكتوبر اجريت محادثات مع الوفد اللاووس برئاسة السيد سوليفونغ  نائب وزير الخارجية ..
في 03/ أكتوبر  التقيت بالسيد  بومي فونفيجيت  رئيس الجمهورية بالنيابة ..
يتلخص الموقف اللاووسي بالنقاط التالية :
اولا : تثمين الدور الفلسطيني في حل المشكلة الكمبودية .. ارسال رسالة شكر وتقدير للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في هذا الصدد ..
ثانيا :  يقينهم  المطلق بعدم  امكانية  حل سلمي للمشكلة الكمبودية بعيدا عن الامير سيهانوك ..  للامير سيهانوك مكانة خاصة لدى القيادة اللاوسية .. قدم الرئيس  اللاوسي الكثير من الحوادث والوقائع حول الصداقة والتعاون  والثقة  المتبادلة  التي تربط الشعبين والبلدين  ،  وتطرق الى زواج الامير سيهانزك من فتاة لاوسية ..  تثمين  مواقف الامير ومبادراته  التفاوضية ،  خاصة ابتعاده عن  بول بوت واستقالته من  رئاسة  الحكومة الائتلافية  .. الاشادة بالتاريخ الوطني الحافل للامير  ، ومشاركته  في مؤتمر باندونغ  عام 1955  ، وفي القمة الاولى  لدول حركة عدم الانحياز عام 1961  .. يتطلعون اليه كقائد بارز ويفتخرون بانتمائه لدول الهند الصينية ..
ثالثا : ترى القيادة اللاوسية في سرعة حل المشكلة الكمبودية ما يساعد على حل الازمة الاقتصادية والسياسية  التي تعصف  بالمنطقة ..
رابعا:  يؤكدون على وحدانية الحل السلمي  الذي يتمحور على عودة  الامير  سيهانوك رئيسا لكمبوديا ، كما هو الحال في لاووس ، حيث يتولى الامير سوفانوفونغ  رئيسا للجمهورية ..
خامسا: طلبت القيادة اللاوسية من السفير السفاريني  نقل هذا الموقف للامير سيهانوك ..
صدر عن حكومات دول الهند الصينية الثلاث ، فيتنام وكمبوديا ولاووس ،  بيانات تأييد  للتحركات الاخيرة  التي اقدم عليها الامير سيهانوك ، والتي ترى فيها ما يساعد على البدء في التفاوض مع الاطراف الكمبودية بغية التوصل الى المصالحة الوطنية .. ( النصوص مرفقة )
عدت من هذه الجولة وكلي  تفاؤل وثقة  من ان القمة الكمبودية  ستتم فعلا في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني .. هذه القمة  التي ستكون الخطوة الاساسية والهامة على طريق  المصالحة الوطنية ، وتشكيل  حكومة ائتلافية  تراعي مصالح الاطراف جميعها
Share:

0 commentaires:

Post a Comment

Popular Posts

ما هو افضل مسلسل لسنة 2020 ؟
مسلسل الهندي مملكة الحب
مسلسل تركي الحفرة
مسلسل وادي الذئاب
Created with Quiz Maker

Blog Archive

Pages

Theme Support